تعرف على نفسك من جديد

يتفاوت الناس في قدراتهم ومهاراتهم وتتنوع طموحاتهم وتطلعاتهم، لكن من المؤكد أن الكثير منا لا يستخدم هذه الامكانات والقدرات بالشكل الأمثل، ومن أبسط الدلائل على ذلك على سبيل المثال هو أن يعتقد شخص ما أنه غير قادر على الانتظام في حمية (رجيم)  لإنقاص الوزن، ويترسخ في ذهنه أنه لا يمتلك العزيمة لفعل ذلك، ثم إذا أصيب بمرض - لا قدر الله - وأخبره الطبيب أن وضعه خطير ولا بد من إنقاص وزنه، تراه وقد تولدت لديه عزيمة قوية نتيجة للخوف من المرض، تجعله قادرا على التزام بالحمية وإنقاص وزنه وبهذا يكون قد قضى على الخرافة التي أطلقها وصدقها، وقد يحدث ذلك أيضا إذا ما كان هناك حافز كالوعد بحصول على جائزة.


يحتاج كل منا إلى أن يعيد اكتشاف إمكاناته، وأن يؤمن بها، ثم يوجد لنفسه الدوافع التي تعينه على استثمارها والاستفادة منها، ولكي تكتشف ما تستطيع القيام به، عليك أن تفكر خارج الصندوق كما يقولون، حفز عقلك وتفكيرك للغوص في أعماق نفسك، وفتش في  حياتك بما تحوي من مواقف وتجارب، ستجد الكثير والكثير.

اجلس في مكان هادئ ... أمسك قلمك ...  وحاول بكل طاقتك أن تجيب على الأسئلة التالية، كن صادقا مع نفسك ودقيقا قدر الإمكان، أمامك الآن فرصة لإثبات قدرتك على التذكر والتعرف على نفسك بشكل أعمق.



ما هي مواهبي؟ ما هي هواياتي؟
ماذا أحب أن أفعل؟
ما هي نقاط القوة ونقاط الضعف لدي؟ وما هي أهمها؟
ما الذي يشعرني بالسعادة؟
ما المجالات التي أحب القرءاة فيها؟
كم عدد الساعات التي أستطيع قضائها في العمل يوميا؟
ما هي الأمور التي تهدر وقتي؟
ما هي المواقف التي تفجرت فيها طاقاتي بسبب حافز أو تهديد ما؟


أعد قراءة الأسئلة مرة أخرى، وأعط لنفسك الوقت الكافي للتفكير والإجابة، ومن المهم ألا تستهين بأي مهارة أو صفة مهما كانت بسيطة فقد تحدث تغييرا كبيرا إذا ما تم تفعيلها، وأتذكر هنا أن أحد الاصدقاء يعمل صيدلي كتب في سيرته الذاتية أنه يحفظ القرآن الكريم كاملا، فكان ذلك عاملا مساعدا - إلى جانب مؤهلات صديقي بالطبع - في جذب انتباه مدير إحدى الشركات وقام بترشيحه لوظيفة في الشركة، ربما لقناعته أن من يحفظ القرآن شخص أمين، الشاهد هنا ألا تستقل أيا من صفاتك ومهاراتك أو تعتبرها غير مهمة في أحوال معينة.

بهذا العصف الذهني تكون قد أنجزت أول خطوات إعادة التعرف على نفسك، ينبغي بعد ذلك أن تقوم بالتخطيط لتفعيل ما توصلت إليه والاستفادة القصوى مما أنعم الله به عليك، ولنا مع ذلك تدوينات لاحقة بإذن الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق